حوار مع عايدة توري
- نصر عبد الرحمن
- Aug 27, 2015
- 2 min read
عايدة توري.. ترسم الكلمات
كيف دخلت إلى عالم الإبداع، ومن ساعدك على هذا؟
تمكنت من تحقيق طموحاتي الإبداعية نتيجة الحب اللامتناهي من أبوي وأشقائي وشقيقاتي. دون وجودهم إلى جواري، وتضحياتهم ومُساندتهم لما تحقق هذا. يحتاج النشاط الإبداعي ذو الطبيعة الروحية إلى حالة من الهدوء والسكينة، ولقد قامت أسرتي بكل ما تستطيع من أجل خلق مناخ من السكينة في المنزل. كما استفدت من خبراتهم وحمكتهم، ولعب أبي الدور الأكبر على مدار رحلتي الإبداعية.
متى رسمت أول لوحاتك؟
رسمت أول لوحاتي وأنا في الثانية والثلاثين من عمري، وكانت بعنونا "المُتوهج"؛ إنها تجسد الكون في مركزه بؤرة مقدسة توزع أشعة النور. إنها لوحة عزيزة على قلبي لأنها تذكرني بجوانب استثنائية في رحلة حياتي.
وما هو مصدر إلهامك؟
الدين الإسلامي؛ الذي منحني شعوراً بالتواضع. وأحاول في لوحاتي أن ألتقط حركات على صلة وثيقة بما أكتب من شعر صوفي.
كيف بدأ اهتمامك برسم لوحات عن المرأة؟
لقد اعتدت رسم أشياء تجريدية، إلا أنني قمت –منذ عامين- برسم غلاف لألبوم موسيقي لموسيقار "جاز"، وكان الرسم عبارة عن خمس سيدات أفريقيات يحملن آلات موسيقية. ومنذ ذلك الحين، بدأت لوحاتي تحتفي بالمظاهر النسوية المختلفة، ولا سيما الأفريقية. وقررت أن أرسم مجموعة من اللوحات بعنوان "إضاءة المادة المُظلمة"، التي ترسم سيدات من التاريخ القديم. وتؤكد لوحاتي على أن المرأة ترمز إلى الروح، وهي تورث هذا الجوهر الروحي إلى نسلها.
ما هي أكبر أمنياتك؟
أتمنى أن تتمسك المؤسسات التي تحكم العالم بحق الشعوب في التحرر. أتمنى أن تتشارك كل شعوب العالم في موارد هذا الكوكب على نحو عادل. لقد رأينا ما فعله الجشع والاستغلال في أفريقيا. على الأنظمة البالية أن تتوارى أو تؤمن بحق الشعوب في الرخاء.
ما هي العلاقة بين لوحاتك وأشعارك؟
إنها علاقة وثيقة تماماً. أنا أرسم أشعاري. تبدأ الفكرة بالشعر، ثم أبدأ في رسم القصيدة. تتبع قصائدي ولوحاتي التقاليد الصوفية، والهدف منهما معاً يتمحور حول السعي إلى الروح الأسمى، إلى جانب لحظات السعادة التي يتحصل عليها الفرد جراء هذا السعي. كما يحمل هذا المزيح الشعري والتشكيلي سمات الثقافة السائدة في دولتي مالي والجابون. وتنطوي كل قصيدة ولوحة على رسالة سامية؛ ذات طابع كوني. أسعى في أعمالي إلى عكس أعماق الذات البشرية وفي موقعي visualsufipoetry.com، أقوم بشرح بعض معاني اللوحات والقصائد، حتى يُدرك المتلقي بعض الرموز الكامنة خلف المفاهيم المطروحة.
هل يصعب على المبدع الأفريقي أن يجد فرصة في الولايات المتحدة؟
يعتمد هذا على توقعات المُبدع، وعلى مدى قدرته الإبداعية. ولكنني أعتقد أن هناك مساحة مُتاحة للجميع. لقد اعتدنا على ثقافة المنافسة والتناطح في المجال الإبداعي، رغم أن دور الفن هو الارتقاء بالناس. ينبغي إلا يكون هناك تنافس في المجال الإبداعي على الإطلاق. ولقد أتاح الإنترنت مساحة كبيرة لنشر الأعمال على نطاق عالمي؛ خاصة بالنسبة للمُبدعين المُستقلين أو الذين يتحدون الأعراف السائدة بإبداعهم. وأتمنى أن يقوم كل مُبدع بإنشاء موقع له على الإنترنت.
لقد أقمت معرضاً للقصائد واللوحات مؤخراً في نيويورك، ما هو تقيمك لهذه التجربة؟
كان معرضي "كنوز داخلية"، برعاية جوزيه ريس، تجربة ثرية بالنسبة لي. لقد تفاعل الجمهور لقوة مع الشعر واللوحات، وتأثروا بالفن الصوفي. لقد حصلت على فرصة للتفاعل مع الجمهور من كل الفئات العمرية، الذين تمكنوا من التواصل مع الأفكار الروحية؛ وتمكنوا من تجاوز الحاجز اللغوي، والديني، والثقافي. لقد اندهشت من قدرة الفن على خلق هذه الحالة من التفاهم المُشترك. لقد كانت تجربة فريدة بكل المقاييس.
Comments