top of page

جوناثان فرانزن.. الكتابة هي اكتشاف الذات ورصد تحولاتها

نشر بجريدة الأخبار يوم الاثنين 14 سبتمبر 2015

جوناثان فرانزن كاتب وروائي أمريكي ولد عام 1959. يكتب في عدة مجلات وصحف. يتمتع بحضور قوي على الساحة الأبية، وتثير أعماله اهتماماً نقدياً كبيراً. كما نال عدداً من الجوائز. صدر له رواية "المدينة السابعة والعشرون" عام 1988، ورواية "حركة قوية" عام 1992، ورواية "التصحيحات" عام 2001، ورواية "حرية" عام 2010، ورواية "نقاء" عام 2015. وصدرت ترجمة رواية التصحيحات إلى الغة العربية للمترجم عمرو خيري، عن سلسلة الجوائز هذا العام. وهذا جزء من حوار معه.

هل كانت عائلتك تشجعك على الكتابة؟

كلا. لقد كنت شخصية إبداعية، رغم أنني أكره كلمة "إبداعية" هذه، وبالتالي لم يكن لي مكان بين أفراد أسرتي. كانوا يعتبرون أن أي نوع من الفنون أو الكتابة الإبداعية مجر لغو. كانوا يعتقدون أن الفن هو شيء يجب أن أقوم به في وقت فراغي فقط، بشرط التفوق في الدراسة أولاً

أول أنتاج منشور لك هو مسرحية كتبتها وأنت طالب في المدرسة الثانوية. ما الذي جذبك إلى الدراما؟

أنا من الكتاب القلائل الذين لديهم ذكريات طيبة في المرحلة الثانوية. لقد اشتركت بالتمثيل في عدد كبير من المسرحيات. كان المسرح هو وسيلتي للحصول على المتعة بين عدد كبير من الناس، بديلاً من البحث عن صديقة أعانقها طوال الليل في المقعد الخلفي للسيارة. كان هذا نوعاً من البراءة الشديدة. في الواقع، لم أكن أحب المسرح كثيراً، ولا أعتبر المسرحيات التي كتبتها مع أصدقائي مسرحيات أدبية بالمعنى المعروف. كنا نقوم بالتمثيل من أجل المتعة فقط. لم أكن على دراية بمعنى العمل الأدبي قبل أن أصل إلى الحادية والعشرين من عمري.

يبدو أنك تهتم باللهو في كتاباتك.

اللهو جزء أصيل من الكتابة. أريد أن أضفي لمسة من البهجة على أي شيء أكتبه. بهجة عقلية، وعاطفية، ولغوية وجمالية. أذكر أكثر من خمسمائة رواية منحتني تلك البهجة، وأحاول في أعمالي أن أرد الجميل لتلك الروايات. مُخطط رواية "حرة قوية" مأخوذ من الروائي "إيزاك سينجر" الذي يتسم بالرشاقة في هذا المضمار. ولقد أكد في الخطبة التي ألقاها عقب فوزه بجائزة نوبل أن المسؤولية الأساسية للسارد هي التسلية، ولقد تأثرتُ للغاية بوجهة نظره.

متى اعتبرت نفسك كاتباً؟

لقد فكرت في نفسي ككاتب عندما التحقت بالجامعة، وكان هذا يعني أنني يجب أن أفعل شيئين: أن أذهب إلى الصحف، وأن أرسل مواد إلى المجلات الأدبية بالجامعة. ولكنني كرهت العمل كصحفي بعد ذلك، لأنني كنت خجولاً أثناء إجراء الحوارات.

ما هي المشكلة التي تواجهك كروائي؟

أحد أكبر المشاكل التي تواجه الروائيين عموماً هي نقص المادة التي يكتب عنها. ونحاول التغلب على هذه المشكلة بعدة طرق: البعض يلجأ إلى البحث الموسوعي عن تاريخ دولة "بيرو" في القرن التاسع عشر! الأدب الذي يثير اهتمامي وأتمنى أن أنتجه هو الذي ينتزع الغطاء عن الحياة السطحية، ويثبر غورها حتى يصل إلى القلب الساخن. وبعد أن انتهيت من رواية "التصحيحات"، وجدت نفسي أفكر ما هي المادة التي تمثل القلب الساخن بالنسبة لي؟ طفولتي في الغرب الأوسط الأمريكي، أبي وأمي وزواجهما، زواجي أنا.. لقد كتبتُ روايتين بالفعل عن هذه الأمور، إلا أنني كنتُ أصغر سناً وأقل خبرة عندما كتبهما. وكان أحد أهدافي في رواية "حُرية" هو أن أعيد الكتابة عن المادة القديمة، وأعمل على تحسينها.

كيف تعمل على تحسينها؟

لقد أصبحتُ أكثر استيعاباً لفكرة أن كتابة الرواية هي عملية لتقييم الذات، ورصد تحولاتها. أقضي أغلب وقتي الآن في محاولة لاستكشاف ما يعوقني عن أداء عملي، والبحث عن طريقة تجعلني أقوم بعملي. أبحث عن الخوف والخجل بداخلي: الخجل من كشف الذات، والخوف من الانتقاد والاستنكار، ومن التسبب في ألم أو إيذاء لي أو لغيري. لقد غابت فكرة تحليل الذات في رواية "المدينة السابعة والعشرون"، وكانت غائبة إلى حد كبير عن رواية "حركة قوية"، إلا أنها أصبحت ضرورية مع رواية "التصحيحات"، وتحولت إلى فكرة مركزية مع رواية "حُرية".


Featured Posts
Recent Posts
Search By Tags
No tags yet.
Follow Us
  • Facebook Classic
  • Twitter Classic
  • Google Classic
bottom of page