تكرار
فيل كاي
شاعر أمريكي شاب يُقدم عروض إلقاء الشعر بطريقة درامية منذ سنوات. ألقى مئات القصائد في أكثر من خمس عشرة دولة، وفي الكثير من القنوات التلفزيونية، كما تجاوز عدد مُشاهدات قصائده على يوتيوب خمسة ملايين مُشاهدة.
تكرار
قصيدة: فيل كاي
ترجمة: نصر عبد الرحمن
علمتني أمي هذه الخدعة:
حين تكرر شيئًا مرة بعد أخرى
يفقد معناه.
على سبيل المثال:
الواجب المدرسي، الواجب المدرسي، الواجب المدرسي، الواجب المدرسي،
الواجب المدرسي، الواجب المدرسي، الواجب المدرسي، الواجب المدرسي.
أرأيت؟
لا شيء!
قالت إن نفس الأمر
ينطبق على حياتنا؛
حين تشاهد شروق الشمس كثيرًا
سوف يصبح مجرد الساعة السادسة صباحًا،
إذا اقترفت نفس الخطأ
مرة بعد أخرى،
سوف تتوقف عن اعتباره
خطأً.
إذا داومت على الاستيقاظ، الاستيقاظ، الاستيقاظ، الاستيقاظ،
الاستيقاظ، الاستيقاظ، الاستيقاظ، الاستيقاظ،
فسوف تنسى ذات يوم
لماذا تستيقظ من النوم.
كان يجب أن أدرك منذ البداية
أن لا شيء يدوم إلى الأبد.
انفصل أبواي
وأنا في السابعة من عمري.
قبل شجارهما الأخير،
أرسلاني إلى منزل الجيران،
تمامًا كرائد فضاء
ألقوا به من المكوك ليتخلصوا
من حمولته الزائدة.
عندما رجعت،
لم أعد أشعر بالجاذبية
في منزلنا.
تخيلت الأمر مجرد حادث عابر،
وأنني بمجرد أن أتركهما، سيهمس
كلاهما إلى الآخر:
"أحبك" مرات كثيرة
حتى ينسيا معناها.
العائلة، العائلة، العائلة، العائلة،
العائلة، العائلة، العائلة، العائلة، العائلة.
علمتني أمي تلك الخدعة من قبل
إن كررت شيئًا مرارًا،
فسوف يفقد معناه.
أصبحت تلك هي لعبتي المُفضلة
جعلت وخز الكلمات يتلاشي
انفصال، انفصال، انفصال.. انفصال
أرأيت؟
لا شيء!
تباعد، تباعد، تباعد، تباعد
أرأيت؟
لا شيء!
أنا الآن حرفي بارع ومكلوم
أعمل طوال الوقت على الكلمات.
اخرس..
أنا أتقن استخدام التعبيرات الساخرة.
في طفولتي،
تعلمت أن لعبة السيطرة على اللغة
تفككها،
وتجعلك تؤمن بعدم جدواها.
أحبك، أحبك، أحبك، أحبك، أحبك، أحبك، أحبك.
أرأيت؟
لا شيء!
فور طلاقهما،
أصابني
تلعثم.
القدر قاسٍ، ومعلم بارع..
لا مهرب لك من التلعثم،
فأنت تشعر بمعنى كل كلمة
تحاول تسلق حنجرتك
إإإإإإ.. إنفصال.
التلعثم قفص مصنوع من المرايا؛
كل كلمة تنطقها،
كل مرة تحاول أن تتريث
كل مرة يقولون لك فيها:
هيا يا فتى.. ابصق الكلمة من فمك
تخلق انعكاسًا متوهجًا
لوجود ما.
لا يمكنك الإفلات من لحظة
تتعثر وتسقط حال ظهورها
مرة بعد أخرى،
بعد أخرى،
بعد أخرى
حتى تصبح مُعلقة هناك
في هواء الغرفة
كأن ما تريد قوله
بلا جاذبية على الإطلاق.
أبي، أمي؛
لن أُهدر كلماتي بعد الآن،
حتى في هذه اللحظة،
بعد مئات الساعات من التدريب
على التخلص من
التلعثم،
مازلتُ أحس بمخالب معاني الكلمات
في مؤخرة حلقي.
أنصتا لما أقول،
سمعت أنه حتى في الفضاء الخارجي،
يمكن للمرء أن يسمع
تأتأة صوت يقول: أ.أ.أ.أ.أ.أ. أحبكما.
