top of page

هارولد بينتر.. شاعر الصمت

نشر بجريدة الأخبار يوم الاثنين 5 أكتوبر 2015

"هارولد بينر" كاتب ومُمثل مسرحي بريطاني شهير، ولد عام 1930 وتوفي عام 2008. واحد من أقطاب مسرح العبث، له أسلوب فريد في التعامل مع اللغة، والحبكة المسرحية حتى أن النقاد أطلقوا على هذا الأسلوب "البنترية"؛ نسبة إليه. كتب مسرحيته الأولى عام 1957، وحظي بقدر كبير من الشهرة والتقدير الأدبي، ونال جائزة نوبل عام 2005. من أشهر أعماله: "الغرفة"، وحفل عيد الميلاد"، و"الحارس الليلي". كان له نشاط ملحوظ في الدفاع عن الحريات، وموقف قوي ضد الحرب على العراق، وأفغانستان. وهذا جزء من حوار معه حول بدايه.

متى بدأت الكتابة؟

كتبتُ مسرحيتي الأولى "الغرفة" حين كنتُ في السابعة والعشرين من عمري. كان صديقي "هنري ولف" طالباً في قسم الدراما بجامعة "بريستول"، وأتيحت له فرصة لإخراج مسرحية، وكان يعلم أن لدي فكرة مسرحية لم أكتبها بعد. طلب مني كتابة المسرحية في أسبوع واحد، فرفضت وقلت سونف يستغرق الأمر ستة أشهر، إلا أنني كتبتها في أربعة أيام فقط.

ألم تكتب شيئاً آخر قبلها؟

كتبتُ عشرات القصائد والقصص القصيرة، ونشرت بعضها. كما كتبتُ رواية، ولكنها لم تكن جيدة، فلم أنشرها.

وماذا كان انطباعك حين شاهدت المسرحية على المسرح؟

بعد أن انتهيتُ منها، بدأت كتابة مسرحية "حفل عيد الميلاد" على الفور، ولم ذهب إلى مشاهدة "الغرفة" إلا بعد عدة أسابيع. كانت تجربة جديدة أن أرى المُملين يؤدون ما كتبت، وأنا أجلس بين الجمهور. شعرت بتوتر شديد، وخرجت من المسرح بسرعة فور نهاية العرض.

وماذا كان رد فعل الجمهور؟

لقد تلقيتُ ردود فعل مُشجعة للغاية، إلا أنني كنت أكتب مسرحية "حفل عيد الميلاد" بغض النظر عن موقف الجمهور. في الواقع كان الجلوس بين الجمهور يُصيبني بالتوتر. لم أكن أهتم بالجمهور لأنني أعرف أنه مُتغير من ليلة إلى أخرى. ما كان يشغلني هو إن كان العرض المسرحي قد عبر عن الأفكار التي كتبتها. هذا ما أعول عليه.

هل تعتقد أن إلحاح صديقك هو الذي دفعك لكتابة المسرح؟

كلا، كنتُ سأكتب مسرحية "الغرفة" على أي حال. إلحاحه جعلني أكتبها في وقت أقل. كما كانت مسرحية "حفل عيد الميلاد" في ذهني لفترة طويلة. واتتني فكرتها حين كنتُ أقيم في غرفة قميئة بأحد الفنادق الصغيرة؛ كل ما فيها قذر إلى درجة مُقززة، وكانت صاحبة المنزل سيدة بدينة. كانت المسرحية عن هذه الحجرة، وكانت "ميج" في المسرحية بإيحاء من صاحبة الفندق. ظلت الفكرة في راسي حتى كتبتها بعد ذلك بثلاث سنوات.

لماذا لا توجد شخصية تمثلك في أعمالك المسرحية؟

لم يكن –وليس لدي- ما أقوله عن نفسي، خاصة وأنني غالباً ما أنظر إلى نفسي في المرآة وأقول: "من هذا اللعين؟".

ولم تفكر في أن كتابة شخصية تمثلك قد تساعدك على معرفة "هذا اللعين؟"

كلا، لم أفكر في هذا.

هل ساهمت دراستك في دفعك إلى الكتابة؟

لم أذهب إلى الجامعة. تركت المدرسة في السادسة عشرة من عمري.. كنت أشعر بالملل وعدم الارتياح. لم أكن أهتم في المدرسة سوى باللغة الانجليزية والأدب، ولم أرغب في الالتحاق بالجامعة. ذهبتُ إلى بعد مدارس الدراما، لكني لم أكن أدرس بشكل جاد، رغم استمتاعي بالوقت هناك.

وهل ساعدتك مدارس الدراما في الكتابة؟

كلا.

هل كنت تذهب كثيراً إلى المسرح في شبابك؟

كلا، ذهبت مرات قليلة فقط. كنت أحب مشاهدة "دونالد ولفت" في عروض فرقة "شكسبير" المسرحية؛ وكان أفضل من رأيت يلعب دور "لير".

وهل قرأت مسرحيات لكتاب مثل بريخت وبرانديلو؟

لم أقرأ المسرح كثيراً في تلك الفترة. كنت أقرأ الكثير من الروايات. قرأت هيمنجواي وديستوفيسكي، وجيمس جويس، وهنري ميللر، وكافكا. كما قرأت روايات صامويل بيكيت، إلا أنني لم أقرأ مسؤحيات يونيسكو إلا بعد أن كتبتُ مسرحيتي الأولى.

هل تعتقد أنك أثرت في غيرك من المُبدعين؟ هل شاهدت فيلماً أو مسرحية بها تأثيرات "بنتر"؛ البنترية؟

البنترية.. يا لها من كلمة بغيضة، ولا أعلم ما هو المقصود بها. إنه عبء ثقيل يقع على كاهلي وعلى الكُتاب الآخرين. من الصعب أن أجد تأثيرات لي على كتابات الآخرين، لم أجد سوى القليل من الأدلة على هذا، ربما رأى الآخرون أدلة أكثر مما أرى.


Featured Posts
Recent Posts
Search By Tags
No tags yet.
Follow Us
  • Facebook Classic
  • Twitter Classic
  • Google Classic
bottom of page