شيلجا باتل.. الشعر منحني الاستقلال
- ترجمة نصر عبد الرحمن
- Aug 28, 2015
- 3 min read

هل تعتبرين نفسك أفريقية رغم أنك بيضاء البشرة؟
أنتمي إلى الجيل الثالث من المهاجرين الهنود إلى شرق أفريقيا. لهذا، يمكن اعتباري آسيوية بحكم الأصل، ويمكن اعتباري أفريقية بحكم المولد والجغرافيا، إلا أن لي وجهة نظر عالمية. وفي كتابي "ميجرتيود"؛ تناولت تاريخ الهجرة الأسيوية إلى أفريقيا على مدار ثمانمائة عام. إذا كانت البشرة الداكنة هي معيار الانتماء إلى أفريقيا، فإن بشرة الملايين من سكان شبه القارة الهندية داكنة أكثر من الكثير من سكان كينيا.
أنت متعددة الأدوار، ما هو الدور السياسي الذي تقومين به، وما هي المحاور التي تعملين عليها؟
مجال عملي هو السياسة التداخلية والعدالة العالمية. ولا يتطرق الناس إلى سؤال الهوية إلا حين يشعرون بالظلم وعدم الإنصاف. الصراعات التي تنشب حول الهوية تنشأ غالباً بسبب الندرة؛ سواء كانت فعلية أو تخيلية، وهو ما يدفعهم إلى رسم حدود تعمل على احتواء البعض واستبعاد البعض الآخر. إن دوافع الحوار حول الهوية هي محاولة الحصول على أي شيء ملموس.. مثل السلطة، أو الموارد الطبيعة، أو مقومات البقاء على قيد الحياة، أو حتى مقعد على أحد الموائد. وهناك محاولة للحصول على أشياء غير ملموسة؛ مثل الحقوق المدنية، الحق في استماع الآخرين إليك، الحق في اعتلاء منصة وإلقاء قصيدة أو سرد قصة. وغالباً ما يقود الحوار حول الهوية إلى تضييق الدائرة، واستبعاد الآخرين بالضرورة. أما الحوار عن العدل والمساواة، فيوسع الدائرة ولا يستبعد أحداً. وأنا مع مقولة "إدواردو جالينو": "هويتنا هي ما نسعى إلى تحقيقه".
متى بدأت كتابة الشعر؟ وماذا استفدت من كتابة الشعر؟
لقد كنت شاعرة منذ طفولتي . وعندما هاجرت إلى الولايات المتحدة، واصلت كتابة الشعر وتأليف الكتب، وتجاوزت بأعمالي الأطر الضيقة لحدود الدول والقارات واللغات. لقد منحني الشعر شعوراً بأنني مستقلة بذاتي، وأن جسدي هو حدوي الجغرافية.
تلعب قصائدك دوراً سياسياً، ولقد اشتركت في مشروع لشهود المحكمة الجنائية الدولية، وساهمت فيه بأشعارك. ما هو الهدف من المشروع؟
لقد شاركت في المشروع مع عدد من شعراء كينيا، والهدف من هذا المشروع هو إثارة حالة من النقاش حول الشهود الذين تعرضوا للاختفاء في محاكمات كينيا أمام المحكمة الجنائية الدولية. لقد تم إسكات أغلب الشهود بالتهديد أو بالرشوة أو القتل او الاختطاف. تساهم قصائدنا في إطلاق أصوات الشهود. ولقد ساهمت بقصيدة جاء فيها: "لقد أخبروني أنها أسرارنا/ ومن العار البوح بها/ يمكنك الإعلان عن ذاتك/ الإعلان عن ذاتك أهم من الحقيقة".
وأحد أهداف المشروع الأخرى هي التضامن مع الضحايا والناجين من أحداث العنف التي وقعت في "كينيا" في أعقاب الانتخابات الرئاسية. يهدف المشروع إلى مساندة صوت الشعب في مواجهة عنف الدولة، كما يسعى إلى رفض حملة دولية تسعى إلى إفلات قادة دول أفريقيا من العقاب؛ وهم من اعتبروا قتل شعوبهم أمراً طبيعياً.
كيف ترين دورك كشاعرة، خاصة أن لك اهتمامات كثيرة ومتنوعة؟
دوري كشاعرة هو قول الحقيقة. أن أقول الحقيقة بأكبر قدر ممكن من الوضوح والجمال. أرغب في أن يصل عملي إلى قلب المُستمع وروحه. دوري كشاعرة هو تنبيه نفسي والسعي إلى تعلم الحقيقة. ويعني هذا أن عليّ العمل بجد ودأب، وأن لا أكتفي بالنظر إلى السطح، بل يجب أن أبحث في العمق؛ لا أكتفي بقراءة العناويين، بل أغوص في التفاصيل والبيانات والمعلومات، حتى اصل إلى جوهر الحقيقة. وبعدها، أقوم بتهيئة الظروف في القصيدة، حتى يتمكن المُتلقي من استيعاب الحقيقة. قد لا يشعر المتلقي بارتياح. ليس دوري هو أن يشعر بارتياح.
ما الذي يمكن أن يصيبك باليأس؟
اليأس والأمل ثنائية أحاول تفكيكها حتى أتمكن من معايشة الواقع. إن الدائرة المغلقة من اليأس والأمل، تشتت انتباهنا عن ما يجب القيام به حيال أزمات العالم الذي نحيا فيه. التزامي الأساسي هو ألتزم بالحقيقة قدر الإمكان. الحقيقة لا تهتم بمشاعرنا تجاهها. الحقيقة ثابتة لا تتغير، سواء شعرنا باليأس أو راودنا الأمل.
コメント