نتالي دياز
- ترجمة نصر عبد الرحمن
- Aug 29, 2015
- 2 min read
لم يعد هنا مزيد من الكعك

(من ديوان: عندما كان أخي من قبيلة الأزتيك)
عندما مات أخي
خشيت من تسليم مائة دعوة لحضور الجنازة
كتبت الدعوة على الهاتف في عجالة وأنا في المشرحة:
لا داعي لتأكيد حضوركم، نظراً لضيق الوقت.
لسوء الحظ لن يتمكن رجال الإطفاء من الحضور،
(تمنيت أن يوصلوا البعض مجاناً في سياراتهم)
وافقوا من قبل على توصيلي إلى المنزل ذات مرة
وأضواء سياراتهم تعمل..
في النهاية هو مجرد حفل.
طلبت من أبي وأمي تولي مسؤولية البالونات،
تركتهم ينفخون بالونات بعد سنوات عمر أخي،
والمرات التي دخل فيها
السجن، والفواتير التي سددتها عنه، ومكالمات منتصف الليل،
وعراكنا بالأيدي، وزياراتي له في غرفة الإنعاش.
فليطلقوا البالونات بقدر ما يستطيعون.
تماوجت البالونات القرمزية بقرب السقف
وكأنها ممتلئة عن آخرها بالهليوم.
نفخت أمي بالونات كثيرة
لدرجة أنها نامت. نامت لمدة عشر سنوات..
وفاتها الحفل.
أصيب إخوتي وأخواتي بالهوس، مزقوا
قميصه المُلطخ، وبنطاله الرث، وألقوا بالمزق في الهواء
كأنها قطع من الحلوى.
عندما دخل المهرجون، تسللت بعض البالونات إلى الخارج
عبر الباب الأمامي. بدا أنها تعرف طريقها، ثم تقلصت إلى حفنة من التكشيرات الحمراء
في نهاية الشارع المسدود. لعب المهرجون حتى عبق الهواء برائحة التوت الفاسد.
سحب المهرجون سدادات الأذن عن أذني أمي.. لا تنام إلا بهما.
خبزت فطيرة أخي المفضلة (شيكولاتة وبسكويت
مجمد).
أحصيت تسعاً وتسعين شخصاً في المطبخ.
غمسوا أصابعهم جميعاً في وعاء الخلط.
اقتربت بعض الكلاب الضالة من النافذة.
ارتفع صوت أمعائهم
على صوت الفرقة الموسيقية التي تعزف في الحمام.
(لم يكن لهم مكان في الصالة بسبب عرض السحرة)
شكي أعضاء الفرقة من الأصوات الصادرة من الحوض.
قلت للكلاب: لم يعد هنا كعك، وأغلقت النافذة.
جاءت سيارة الإطفاء وقد أطلقت بوقها. هربت الكلاب.
قسمت الكعكة إلى تسع وتسعين قطعة.
غلفت كل الأجهزة الكهربية الموجودة في المنزل،
ربطها بأشرطة لماعة، ووضعت عليها أقواس وردية اللون..
وكذلك أجهزة الريموت كنترول، والكاميرا، والسماعات، والمكنسة،
وحتى موتور شاحنة أبي.. كل الأشياء التي كان أخي
يفكها ويعيد تركيبها، ويقوم بحيل مبتكرة.. لقد كان دائماً
متميزاً في هذه الأمور.
وقف مسخان أمام الباب.
أحدهما يُشبه البشر تقريباً. أرادا
أن يعرفا إذا ما كان أخي قد أوصى لهما بالأواني
والملاعق المُكدسة في حجرته بالطابق السفلي.
قالا إنهما يفتقدان الطعام الذي كان أخي يطهوه، وسألا
إذا ما كان لدينا بعض الكعك. قلت لهما لم يعد لدينا كعك.
سألا عن ما تبقى في علبة الحلوى. أخبرتهما أن
الرب هو من تبقى لدينا. فرا هاربين إلى الصحراء، حافيين.
أعطيت أبي قطعة كعك، وتركت قطعة أمي في الثلاجة.
أحضرت الأواني والملاعق من حجرة أخي
(لقد كان أخي طاهياً فظيعاً بالفعل)، قرعت بهم
كما يفعلون في احتفال العام الجديد. ظهر أخي في النهاية وهو يسأل لماذا
لم يوجه إليه أحد الدعوة، ومن صنع الكعكة.
طلب مني ألا أبتسم، لأن الحفل بأكمله مجرد فوضى
لأنه من صنع خيالي. وقال إن أسوأ ما فيه
هو أنه ما زال حياً. وقال إن أسوأ ما فيه
أنه لم يمت. أعتقد أنه على حق، وربما أسوأ ما في الأمر
أنني ما زلت أتخيل الحفل، وربما
أسوأ ما في الأمر أنني ما زلت أشعر بطعم الكعك في فمي.
Comments